أقر الاتحاد الفلكي الدولي "The International Astronomical Union " - و هو الهيئة المخولة لاطلاق الأسماء على الأجسام الفضائية الجديدة المكتشفة- اسمين لقمري بلوتو المكتشفين مؤخرا ً في حزيران (مايو) 2005 .
و قد أطلق على القمرين سابقا ً اسمان مؤقتان هما "S/2005 P 1" و "S/2005 P 2" ، أما الآن فسيحمل القمران اسمي "Nix " و "Hydra" .
و في الميثولوجيا - علم الأساطير - ، يعتبر"Nix " اله الظلام و الليل ، بينما يعتبر"Hydra" وحش خرافي بجسم أفعوان ذو تسعة رؤوس - وكأن التسعة رؤوس بمثابة الكواكب التسعة - .
و قد تم اكتشاف قمري بلوتو الجديدين باستخدام تلسكوب الفضاء " هابل " ، و هو ما يرفع عدد التوابع التي تدور حول بلوتو إلى ثلاثة توابع .
و اقتُرح الاسم "Nix " على التابع الدخلي لبلوتو "S/2005 P 2" ، أما الاسم "Hydra" فقد اقترح على التابع الخارجي "S/2005 P 1".
و لأن الكويكب "3908" قد سمي بالاسم اليوناني " Nyx " ، غيّر الاتحاد الفلكي الدولي الاسم إلى رديفه المصري "Nix ".
و الجدير بالذكر ، أن بلوتو نفسه يعتبر في الميثولوجيا الرومانية إله العالم السفلي " عالم البرد و الظلمة".
أما شارون " Charon" – تابع بلوتو المكتشف عام 1978 - ، فقد كان الرومان يعتقدون أن الإنسان عند موته يسافر تحت الأرض و عليه أن يعبر أولا ً نهر الموت ، المعروف باسم (ستايكس) " styx" ، و قد كانوا يدفنون معه شيئا من العملة من أجل دفع أجرة عبور النهر لربان قارب الموتى ( شارون ) " Charon".
و الطريف بالأمر ، أن بلوتو لم يكشف عن أقماره بسهولة ، فقد استغرق الكشف عن تابعه الأول شارون 48 سنة ، و احتاج العلماء 27 سنة أخرى للكشف عن "Nix " و "Hydra".
و لا يظن العلماء بأنهم سينتظرون طويلا حتى يتم الكشف عن توابع أخرى، و ذلك يعود لإطلاق وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) المركبة " New Horizons" و التي تعني بالعربية ( الآفاق الجديدة ) – اسم على مسمى!- و التي من المقترح أن تصل بلوتو عام 2015، لتكون أول مبعوث يتجه إلى أبعد الكواكب الشمسية ، لتقوم بسبر أغواره و الكشف عن أسراره و خفاياه ، و رسم خرائط له و لتوابعه.
و السؤال الذي يطرح نفسه ، هل ستؤثر الاكتشافات الجديدة لبلوتو على حسم إشكالية هذا الجرم فيما إذا كان كوكبا ً أم لا ؟
و ننتظر بفارغ الصبر وصول المركبة " New Horizons" و كلنا أمل أن تكشف ألغاز هذا الكوكب الذي ظل مصدرا ً للغموض و الحيرة ، لتفتح أمامنا آفاقا ً جديدة في عالم لايعرف سوى البرد و الظلام !
وهذه صورتين للقمرين من تلسكوب هابل الفضائي